الخميس، 6 أكتوبر 2011

شباب غزة يغرقون في بحر العقاقير المخدرة .


لا أعلم من أين وكيف وبماذا أبدأ وهل من نهاية في موضوع وصفته بالبحر من ضخامته وخطورته ، سموم اجتاحت القطاع كالطوفان وأغرقت جل شبابه فيه فلم ينجو منه أحد ، غرق فيه المتعلم قبل الجاهل والصغير قبل الكبير الشيخ والشاب والمتزوج ... الكل غرق ويغرق في هذا البحر .

الترامادول واسمه التجاري  (ترامال) اسم معروف ومتداول بين الشباب الغزي يتحدث عنه الجميع في كل مكان وزمان وبكل جرأة ، يتحدث عنه السائق مع من بجانبه وكأنه يروي حكاية جميلة ، ويتحدث عنه التاجر مع زبائنه وتشعر بأنه يوصف نوع من أنواع الحلوى الشهي ، والمهندس والطبيب الكل يتحدث عن هذا العقار الغريب فالكل سعيد بوجوده .


فأصبح الملجئ الوحيد لهم ، التعيس يأخذه ليصبح سعيد ، والذي يشعر باليأس يريده ليكون لديه الأمل ، والفقير يشتريه لينسى فقره ، والمريض ليشفى ، ومن لديه مشكلة مع عائلته وزوجته يعتبره حله الوحيد ، فهذا السم أصبح الحل والسعادة الأمل بالنسبة لهم .
أنا لا أنكر سوء الأوضاع في غزة ، وأعلم مدى وشدة المعاناة الذي يعانيها الشباب الغزي في القطاع ، نعم هناك بطالة ، يوجد فقر ، نعاني من مشاكل وضغوطات نفسية ، نعم فقدتم أعمالكم واليأس أحاط حياتكم ، وتبحثون عن المفر والملجأ فلا تجدون إلا عقار النسيان .
ولكن عن أي فقر تتحدث وأنت تدفع مئات الشواقل لتحصل على جرعات من هذا الدواء ، وماهو اليأس التي تشتكيه وأنت تتناول مايؤدي بك إلى الاكتئاب ، وعن أي حل تبحث وأنت تتناول مايزيد الطين بلة كما يقال .
ماذا ستفعل عندما تحتاج إلى جرعة ولاتجد المال لشرائها ، مصيرك مثل مصير الكثير إ ما السرقة وإما بيع أثاث منزلك وبيع كل ماتملك مقابل تلك السموم ، ستصاب بالمرض والإحباط ، كيف ستواجه مصطلح أنت مدمن وماهو الحل لإدمانك ؟
إ ن غالبية سكان قطاع غزة وخاصة فئة الشباب والرجال منها يتعاطون كميات كبيرة من هذا العقار ، حتى الأطفال لم ينجو من هذا السم حيث يتم توزيعه في مدارس الإعدادية والثانوية الخاصة بالطلاب حيث اثبت احد المدارس إنها وجدته في جيوب احد طلابها ، ومايزيد ذهولي هنا أنه يتم توزيعه في حفلات وسهرات الشباب التي تقام في الليالي الملاح ، فلا تكاد تخلو أي سهرة شبابية من هذا العقار .
إن ماتعرضت له غزة من حرب واعتداءات من قبل قوات الاحتلال على سكانها ، وحصار فرضته عليها ، وانقسام وضغوطات نفسية ، وازدياد في اعداد العاطلين عن العمل ، وارتفاع في نسبة الفقر ، هذا كله كان سبب في لجوء الشباب الغزي الى مثل هذه العقاقير والمهدءات لينسو ماهم به وليشعرو ببعض من السعادة المؤقتة التي تنتهي حال انتهاء مفعول العقار ، ينتهي مفعول الأولى فيحتاجون لثانية وينتهي مفعولها وهكذا يصلو إلى حالة إدمان شديد عليه .
فماذا بعد ؟؟؟
إ ن انتشار هذا السم في غزة وانتشار مروجيه وبائعيه بهذه الكثرة يعتبر من أخطر مراحلها التي مرت بها فجل سكان غزة الأن يعيشون وكل همهم أن يحصلو على حبة ترامال ليعيشوا كما يريدوا .
فخطورة مروجين هذه السموم في القطاع أكثر خطورة من العملاء فيجب محاربتهم وإلقاء القبض عليهم ومعاقبتهم أقسى العقوبات .
ولكن على عاتق من تقع مسؤولية محاربة هذا السم وإبعاد أبناءنا عنه وعن خطره ؟؟هل على الحكومات والمسؤولين ام على الصيادلة البائعين ، ام على الأهالي والأسر ، الكل راعي والكل مسؤول عن رعيته فالرئيس مسؤول عن شعبه والطبيب مسؤول عن مرضاه ، والتاجر مسؤول عن زبائنه، ورب الأسرة مسؤول عن أسرته ، فالكل مسؤول هنا ، فيجب على الجميع محاربة هذه الأفة الخطيرة ومنعها من الدخول ووضع حد لها . وآمل أن يكون لها نهاية ولكني أشك في ذلك ، وعلينا أن نجهز أنفسنا إلى مخاطر كثيرة بسبب هذه السموم والعقاقير .




4 التعليقات:

فراشة الربيع يقول...

موضوعك غاية بالأهمية فعلا هو بحر وغرق فيه كل سكان القطاع خطر وهب علينا مثل الطوفان ، قضية الترامال قضية خطيرة ونتمنى ان تنتهي على خيير ، عجبني تعبيرك ووصفك للقضية بأنها كالبحر وهي فعلا بحر عميق وخطير .

Shorouq Eid يقول...

هاذا داء ويستحق الدواءوكما قال الشاعر عليوى عالي القازي((عسى اللي يشرب الترامال يسمـــع مانقول الآن
ويتخلص منه يقلع عنه بعزوم وشجاعـــــــه
ومن يتبع هوس نفسه ويتبع خطــوة الشيطــــــان
خسر دنياه وآخرته ويلقى نار فزاعـــــــــــه))

أبو يحيى يقول...

بداية اتمنا لك التوفيق في عياتك العلمية والعملية
موضوع تعاطي الشباب للترمال اصبح منتشر بشكل رهيب بين الشباب رغم انه علاج لمرضي الاعصاب الا انا الشباب اصبحت تتعاطهمن الفراغ مع ان الدراسات الثبت انه مضر بالصحة ويسبب الكثير من المراض للمتعاطينه بدون مرض وانا اضع اللوم الكبير علي الحكومة التي من واجبها مكافحة هذه الظاهرة
اشكرك علي طرح هذا الموضوع

سهر الليالي يقول...

ماشاء اله عليكي ياأختي مواضيعك كتيير حلوة ومميزة ومهمة قضية الترامال قضية اكبر من انها تنحل في مقالات تنكتب او تقارير قضية ضخمة وحلها ضخم بالتوفيق ان شالله ياأمل

إرسال تعليق

تذكر أخي الزائر أن حرية الفكر والتعبير لا تعني الشتم والتشهير وان حريتك تنتهي عندما تبدأ حرية الأخرين
فأهلا بك ان احترمت حريتي .

الصحفية أمل زياد عيد © 2010-2011 | ا جميع الحقوق محفوظة | تصميم وتطوير : حاتم عفانة