السبت، 26 مارس 2011

تأتي الرياح بما لا تشتهيه السفن

في 15 أذار هبت رياح الوحدة الوطنية في الأراضي الفلسطينية وكانت بداية هذه الرياح بداية مبشرة وتبعث التفاءل في نفوس ابناء الشعب الفلسطيني .ولكن....للأسف تأتي الرياح بما لاتشتهيه السفن.
يعاني الشعب الفلسطيني معاناة شديدة بسبب الأنقسام الذي أصبح مشكلة يواجهها كل فرد من أفراد المجتمع  ،حيث أنه صبر وتحمل  الكثير من المشاكل بسبب هذا الجرح فأصبحوا يبحثون عن حلاً يبرء جرحهم ويوحد شعبهم .
وقرر الشعب أن يتوحد ويثور مطالباً بالوحدة وانهاء الأنقسام .(الشعب يريد انهاء الأنقسام - اعتصام اعتصام حتى يسقط الأنقسام - ياحرية وينك وينك الأنقسام بينا وبينك )كانت هذه هي الشعارات التي تحدث بها شباب الحراك الفلسطيني ،كلمات وحروف مختلفة والمعنى واحد .
وفي 15 مارس أمتلئت شوارع غزة بمظاهرات تنادي بأنهاءالأنقسام الفلسطيني فأنقسمت ، وأتجه كل طرف في جهة مختلفة و الطلب واحد (الشعب يريد انهاء الأنقسام )فهل من الممكن أن يتوحد شعب انقسم اثناء المطالبة بالوحدة ؟
من الواضح  أن وحدتنا تسير في طريق من السراب فكلما اقتربنا منه خطوة ابتعد خطوات،فكلنا نلاحظ فشل جميع محاولات المصالحة بين الطرفين والسبب عدم التنازل طرف لأخر أي ان كان نوع هذا التنازل .
وهاهي محاولات شباب الحراك الفلسطيني لأنهاء صراعهم باءت بالفشل ايضا مثلها مثل سابقاتها .
انقسام المظاهرة ،اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن التابعة لحكومة حماس ...كل هذا عمل على إفشال ثورة 15 أذار .
فعلاً تأتي الرياح بما لاتشتهيه السفن ،ولكن ابناء شعبنا لم ييأسوا ولم يستسلموا فهاهم يجددون الدعوة مرة اخرى للخروج من أجل تحقيق حلمهم بالوحدة الوطنية فهل من الممكن أن يتحقق هدفهم وينتهي صراعهم أم سيبقى حلم من المحال تحقيقه ؟
مهما كان مطلبنا سواء حلم ،خيال،سراب،علينا كأبناء لهذا الشعب أن نتوحد وننهي هذا التفكك ونبرء جرحنا بأيدينا فلا يبرء الجرح الا صاحبه فلنهب جميعاً ضد هذا الصدع وننهيه حتى نحقق الأنتصار على الأعداء فبوحدتنا فقط نهزمهم وبأنقسامنا يهزوموننا .

الصحفية أمل زياد عيد © 2010-2011 | ا جميع الحقوق محفوظة | تصميم وتطوير : حاتم عفانة