الخميس، 24 مايو 2012

المكتبات المدرسية تشتكي الهجران وقلة الزائرين .


خير جليس في الزمان كتاب
المكتبات المدرسية تشتكي الهجران وقلة الزائرين .

تحقيق - أمل زياد عيد "للسعادة"
"مللت الهجران ، فأنا في السّجن منذ سنين تغبّر وجهي ، وتغضن عقبي ، وتشقّق جلدي ونخرت الرطوبة جسدي ، وسرقت الظلمة السّنا من حروفي وليس يندمل جرحي ، ولكن ما زال فيكم من أظنّه موئل رجائي وما زلت أنتظر من يفتّش عنّي ، ويخرج الكنوز من جوفي ويعدّل على الرّف وقفتي التي اعوجّت منها ضلوعي ، كلمات توضح مدى ابتعاد الطلاب والقراء عن الكتاب وتركه رغم احتوائه على كنوز من المعلومات ، فمن سيلبي النداء ، وما الحل لتمكين الطلاب من القراءة وإخراجهم من وقع الحصص الرتيب وتحريرهم من قيود الكتاب المقرر .


تقول طالبة الثانوية العامة "أميرة زياد ": في وقتي الحالي  لا أقبل على المكتبة بشكل كبير لأنني لا أجد الوقت الكافي لها فأنا لدي منهج كبير وجم يأخذ معظم وقتي في الدراسة ولا أجد فراغ للذهاب للمكتبة والاطلاع على كتبها ، لكن في السابق كانت زياراتي لها كثيرة نوع ما بسبب ملف الانجاز الوزاري ، فكنت أذهب واستعير بعض الكتب العلمية التي تساعدني في إنهاءه ، كما لا يوجد في جدولنا الدراسي حصص خاصة للمكتبة"

 لا أجد ما أبحث عنه
وتتحدث عن بعض السلبيات التي كانت تراها خلال تواجدها في المكتبة :" كنت أعاني من البحث عن الكتب المطلوبة لأبحاثي العلمية ، حيث أن المدرسة المسئولة عن المكتبة لا توجهني إلى الجهة الصحيحة ، فكنت اعتمد على نفسي في انتقاء الكتب التي احتاجها ، وأحيانا كثيرة لا أجد ما أبحث عنه ،وعدم وجود كتب ترفيهية منوعة فكلها كانت علمية ثقافية تاريخية لا يوجد فيها أي نوع من الترفيه ،  فهذا كله لا يشجعني للذهاب إلى المكتبة "

 أما طفلة الابتدائي "روان عبده" فتقول :" أحب المكتبة بشكل كبير وأذهب لها كثيرا ، فأنا اعتبرها وسيلة ترفيهية لي بعد الحصص المدرسية التي تخص المنهج الدراسي ، فهي تخرجني منه ، وتحررني من قيود الفصل ، أقرأ القصص الخاصة بالأطفال ، وقصص الأنبياء ، وأشارك في المسابقات الثقافية كحفظ القصص وتلخيصها ، فالحصة الخاصة للمكتبة هي المفضلة بالنسبة لي وفيها أمارس كل هواياتي من قرأه ورسم وتلوين "
 الطالب "تيسير عزمي "الذي لم يدخل المكتبة إلا مرتين فقط طيلة السنة الدراسية يقول :" أنا لا أذهب للمكتبة أبدا ولا أستعير منها أي نوع من أنواع الكتب ، ولكنني رايتها مرتين خلال السنة عندما اصطحبنا أستاذنا لحضور عرض تعليمي فيها ، فأنا لدي ما يكفي من الكتب والمنهج الدراسي التي يحتاج إلى الدراسة والحفظ ، فليس لدي الوقت الكافي لقرأه أشياء أخرى "
 ولا يعد "عزمي" أن المكتبة وسيلة ترفيهية له فهو يرفه عن نفسه في أشياء أخرى :" لا أجد في المكتبة أي نوع من أنواع الترفيه ، فأنا لا أحب القرأة أصلا ، وأقضي وقت فراغي في مشاهدة التلفاز والجلوس على الانترنت ، ولعب الكرة مع أصدقائي ، وعندما احتاج إلى معلومة ما لبحث علمي معين أجدها على الانترنت والمواقع الالكترونية ، لا أجد التشجيع للذهاب على المكتبة من قبل أساتذتي،وحصص الفراغ يستغلونها في مواد أخرى "

 سر نجاحي
الطالبة "مريم لولو" هاوية القرأة ترتاد المكتبات باستمرار تقول :" أحب القرأة كثيرا فهي هوايتي المفضلة ، وأقرأ العديد من الكتب الدينية والثقافية ، واقرأ الشعر والروايات مثل رواية العمى وأخر الأبواب الموصدة ، وأذهب للمكتبة في أوقات الفراغ ولكن ذهابي لا يتوقف فقط على المكتبات المدرسية ، فأنا أذهب للمكتبات الخارجية أكثر ، حيث أن المكتبة الخاصة بالمدرسة غير مجهزة بشكل كامل ولا أجد فيها الكتب التي ارغب في قرأتها ، فأنا استخدمها في المراجع والموسوعات العلمية وكتب التفسير  "
وتعد "لولو" أن القرأة هي سر نجاحها في حياتها العلمية والعملية ولا تلهيها عن الدراسة أبدا ، فهي تفتح  العقل وتوسع افقه العلمية والثقافية والاجتماعية أيضا ، وتنصح الجميع بالقرأة لأنها من أول درجات النجاح في الحياة ، فمن خلال قرأه تجارب الآخرين تأخذ العبر وتستفيد منها "

50 كتاب
وعن مدى إقبال الطالبات للمكتبة تقول "صفاء كحيل "أمينة مكتبة مدرسة الزيتون أن :" نسبة الإقبال كثيرة جدا فالطالبات هنا يستعيرون كتب كثيرة وأغلبها ترفيهية ليخرجوا عن نطاق المنهج الممل ، فيوميا تصل نسبة الكتب المستعارة إلى 50 كتاب على الأقل ، ويوجد في الجدول الدراسي حصص مكتبية للطلاب، فلكل فصل من الفصول يخصص له حصتان في الشهر ، وأقوم خلالهم بإجراء بعض المسابقات السريعة ، وتوزيع الكتب لطالبات والقيام باستبدالها بين بعضهم البعض ، وأقوم بتوزيع جوائز بسيطة على الفائزين "
 ولكن "صافي عبد النبي" أمينة مكتبة الزهراء تعاني من قلة إقبال الطالبات حيث أن نسبة الإقبال محدودة ، وعلى كتب محددة أيضا مثل الحكايات والروايات والمأكولات الشعبية وكتب التفسير .
وتتمنى عبد النبي بأن يكون هناك حصص مكتبية في الجدول الدراسي ، حيث أنه شيء تفتقده وتؤكد أن وجود حصص مكتبية يساعد في إقبال الطالبات على المكتبة.

هناك فرق

وعن حال المكتبات المدرسية في السابق وفي الحاضر والخطط المستقبلية لها يتحدث "محمد درويش" مشرف المكتبات المدرسية في مديرية التربية والتعليم شرق غزة عن هذا الشأن ويقول :" تختلف أوضاع المكتبات المدرسية عن السابق اختلاف كبير حيث أنها لم تكن مجهزة بالشكل المطلوب والكامل ، من ناحية الأثاث والحجم "
يضيف:" من جهة النظرة لها ، فكانت نظرة المدرسة للمكتبة هامشية وسلبية وكانت تستخدمها في أشياء غير القرأة مثل شرح بعض الدروس فيها "
ويتابع :" ولكن يختلف الحال في هذا الوقت حيث أن هناك تطوير للمكتبات المدرسية من حيث الكادر المؤهل ، ويتم اختيار أمناء مكتبة مختصين حيث أنه يوجد 23 أمين مكتبة متخصص تم توظيفهم ، و17 أمين غير متخصص ، ومن حيث الأثاث سيتم تطويرها ، كوضع أجهزة حاسوب وجهاز  lcdفي كل  مكتبة مدرسية ، ووضع جميع أنواع الكتب فيها ، وليس الكتب العلمية فقط"
يضيف :" و يوجد لدينا خطط واضحة لنسير عليها في العام الدراسي ، حيث انه تم اختيار أسبوع في كل عام يسمى بأسبوع المكتبات ويبدأ من 10 مارس من كل  عام ، ويتم وضع عنوان معين لهذا الأسبوع ، مثل "علمي راية وتحرير أسرانا وأقصانا هما الغاية " و" من قلب الحصار للأقصى أنصار " ووضعنا جدول خاص لتخصيص حصص مكتبية للطلاب ، وتم توزيعه وتنفيذه في بعض المدارس ، وسيتم تطبيقه في المدارس الأخرى في الفترة القريبة القادمة ، وهناك نشاطات كثيرة لتشجيع الطلاب على الذهاب للمكتبات ، مثل المسابقات الخاصة بالقرأة ، القيام برحلات على المكتبات ومعارض الكتب ، وإعطائهم ندوات فيها  "
ويطمح درويش إلى تطوير المكتبات أكثر من ذلك لإيصالها إلى مستوى راقي جدا ، وإنشاء مكتبة الكترونية في كل مدرسة .






1 التعليقات:

Shorouq Eid يقول...

ههههه والله انا قاعدة بالدار من شهرين يا ريت اروح علي المكبة ولو ساعة لانو خير جليس في الزمااان كتاب

إرسال تعليق

تذكر أخي الزائر أن حرية الفكر والتعبير لا تعني الشتم والتشهير وان حريتك تنتهي عندما تبدأ حرية الأخرين
فأهلا بك ان احترمت حريتي .

الصحفية أمل زياد عيد © 2010-2011 | ا جميع الحقوق محفوظة | تصميم وتطوير : حاتم عفانة